لقد عرفته منذ صغري في صورة جحش جميل اشتراه لي اهلي و جعلوه لنزهتي في الريف و كانت له بردعة صغيرة حمراء لا انساها و كنا رفيقين لا نفترق الا للنوم فقد كان في مثل سني اي في طور الطفولة من فصيلته كما كنت انا في طور طفولتي في جنسي
على هذه الحال من المودة عشنا حتى فرقت بيننا الايام فذهبت انا الى مدارس احضر و بقي هو في ريفه و عدت في الصيف بعد اعوام فوجددت الحياة قد تنكرت عليه فالبردعة الحمراء قد نزعت من فوق ظهره و القي بها في مكان مهجور ووضع مكانها زنبيل يحمل فيه التراب و الطين فدنوت منه و مسحت راسه بكفي فنظر الي نظرة حزينة و كانه يقول لي
ارايت لقد ذهبت الطفولة وولت ايام الهناء
و حزت تلك النظرة في قلبي و نظرت الى ما حولي قائلا
اما كنتم تستطيعون ان تجنبوه هذا العمل الشاق المهين و تجعلوه على الاقل للركوب
و كانه فهم عني فقد رفع راسهنحوي و كانه يقول
لا فائدة لا تجهد نفسك معهم مامن احد غيرك يعرف لي قدرا